XtGem Forum catalog
WwW.MIGSYRIA.WAP.SH

روائع نزار قباني
حقائب البكاء إذا أتى الشتاء.. وحركت رياحه ستائري أحس يا صديقتي بحاجة إلى البكاء على ذراعيك.. على دفاتري.. إذا أتى الشتاء وانقطعت عندلة العنادل وأصبحت .. كل العصافير بلا منازل يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي. كأنما الأمطار في السماء تهطل يا صديقتي في داخلي.. عندئذ .. يغمرني شوق طفولي إلى البكاء .. على حرير شعرك الطويل كالسنابل.. كمركب أرهقه العياء كطائر مهاجر.. يبحث عن نافذة تضاء يبحث عن سقف له .. في عتمة الجدائل .. إذا أتى الشتاء.. واغتال ما في الحقل من طيوب.. وخبأ النجوم في ردائه الكئيب يأتي إلى الحزن من مغارة المساء يأتي كطفل شاحب غريب مبلل الخدين والرداء.. وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب أمنحه السرير .. والغطاء أمنحه .. جميع ما يشاء * من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟ وكيف جاء؟ يحمل لي في يده.. زنابقا رائعة الشحوب يحمل لي .. حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟ وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟ أما انتهت من سنين قصتي معه؟ ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟ أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكي على كأس كسرناه؟ رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه؟ هنا جريدته في الركن مهملة هنا كتاب معا .. كنا قرأناه على المقاعد بعض من سجائره وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه.. ما لي أحدق في المرآة .. أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟ وكيف أكره من في الجفن سكناه؟ وكيف أهرب منه؟ إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟ أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه الحب في الأرض . بعض من تخلينا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إني ألف أهواه.. حقائب الدموع والبكاء.. ماذا أقول له؟ ماذا أقول له لو جاء يسألني.. إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
من روائع نزار ايضا
امرأة استثنائة ..من روائع نزار قبانى....... أكثر ما يعذبني في حبك… أني لا أستطيع أن أحبك أكثر ... وأكثر مايضايقني في حواسي الخمس ... أنها بقيت خمسا ... لا أكثر ... إن امرأة استثنائية مثلك تحتاج الى أحاسيس استثنائية ... وأشواق استثنائية ... ودموع استثنائية ... لها تعاليمها , وطقوسها , وجنتها , ونارها إن امرأة استثنائية مثلك ... تحتاج الى كتب تكتب لها وحدها ... وحزن خاص بها وحدها ... وموت خاص بها وحدها ... وزمن بملاين الغرف ... تسكن فيها وحدها ... لكني واأسفاة ... لاأستطيع أن أعجن الثواني على شكل خواتم أضعها في أصابعك فالسنة محكومة بشهورها والشهور محكومة بأسابيعها والأسابيع محكومة بأيامها وأيامي محكومة بتعاقب اليل والنهار في عينيك البنفسجيتين… أكثر مايعذبني باللغة .. أنها لاتكفيك… وأكثر مايضايقني في الكتابة أنها لاتكتبك… أنت امرأة صعبة ... أنت امرأة لا تكتب ... كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتك ... ومفرداتي لاتكفي لإجتياز مسافات الضوئية ... معك لاتوجد مشكلة ... إن مشكلتي هي مع الأبجدية ... مع ثمان وعشرين حرفا , لاتكفيني لتغطية بوصة واحدة من مساحات أنوثتك ... ولاتكفيني لإقامة صلاة شكر واحدة لوجهك الجميل ... إن مايحزني في علاقتي معك ... أنك امرأة متعددة ... واللغة واحدة ... فماذا تقترحين أن أفعل؟ كي أتصالح مع لغتي ... وأزيل هذة الغربة ... بين الخزف , وبين الأصابع بين سطوحك المصقولة ... وعرباتي المدفونة في الثلج ... بين محيط خصرك ... وطموح مراكبي ... لإكتشاف كروية الأرض ... ربما كنت راضية عني ... لأني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال ورسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس ... ولكني لست راضيا عن نفسي ... فقد كان بامكاني أن أرسمك بطريقة أفضل ... ولكن الوقت فاجأني وأنا معلق بين النحاس ... وبين الحليب ... بين النعاس ... وبين البحر ... بين الخطوط المنحنية ... والخطوط المستقيمة ... ربما كنت قانعة , مثل كل النساء بأية قصيدة حب تقال لك ... أما أنا فغير قانع بقناعتك ... فهناك مئات من الكلمات تطلب مقابلتي ... ولا أقابلها ... وهناك مئات من القصائد ... تجلس ساعات في غرفة الإنتظار ... فأعتذر لها ... إني لا أبحث عن قصيدة ما ... لإمرأة ما… ولكني أبحث عن "قصيدتك" أنت … إني عاتب على جسدي لأنة لم يستطع ارتدائك بشكل أفضل ... وعاتب على خيالي ... لأنة لم يتخيل كيف يمكن أن تنفجر البروق وأقواس قزح ... من نهرين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشر… بصورة رسمية… ولكن .. ماذا ينفع العتب الآن .. بعد أن أصبحت علاقتنا كبرتقالة شاحبة سقطت في البحر… وكان ميزان الزلازل ينبأ باهتزاز الأ رض ... ويعطي علامات يوم القيامة ... ولكني لم أكن ذكيا بما فية الكفاية ... لألتقط إشاراتك ... ولم أكن مثقفا بما فية الكفاية… لأقرأ أفكار الموج والزبد وأسمع إيقاع دورتك الدموية… أكثر مايعذبني في تاريخي معك ... أني عاملتك على طريقة بيديا الفيلسوف ولم أعاملك على طريقة رامبو .. وزوربا .. وفان جوخ .. وديك الجن .. وسائر المجانين عاملتك كأستاذ جامعي ... يخاف أن يحب طالبتة الجميلة ... حتى لايخسر شرفة الأكاديمي ... لهذا أشعر برغبة طاغية في الإعتذار إليك ... عن جميع أشعار التصوف التي أسمعتك إياها يوم كنتي تأتين إلي ... مليئة كالسنبلة ... و طازجة كالسمكة الخارجة من البحر ... أعتذر إليك ... بالنيابة عن ابن الفارض , وجلال الدين الرومي , ومحي الدين بن عربي ... عن كل التنظيرات ... والتهويمات ... والرموز ... والأقنعة التي كنت أضعها على وجهي , في غرفة الحب ... يوم كان المطلوب مني ... قاطعا كالشفرة وهجوميا كفهد إفريقي ... أشعر برغبة في الإعتذار إليك ... عن غبائي الذي لامثيل له ... وجبني الذي لامثيل له ... وعن كل الحكم المأثورة ... التي كنت أحفظها عن ظهر قلب ... أعترف لك ياسيدتي ... أنك كنت امرأة استثنائية وأن غبائي كان استثنائبا ... فاسمحي لي أن أتلو أمامك فعل الندامة عن كل مواقف الحكمة التي صدرت عني … فقد تأكد لي ... بعدما خسرت السباق ... وخسرت نقودي ... وخيولي ... أن الحكمة هي أسوأ طبق نقدمه ... لإمرأة نحبها
المزيد من الروائع لنزار قباني
متى ستعرف كم اهواك يارجلا ابيع من اجله الدنيا وما فيها..... يامن تحديت في حبي له مدنا بحالها وسأمضي في تحديها..... لو تطلب البحر في عينيك اسكبه اوتطلب الشمس في كفيك ارميها..... انا احبك فوق الغيم اكتبها وللعصافيروالاشجار احكيها...... انا احبك فوق الماء انقشها وللعناقيد والاقداح اسقيها...... انا احبك ياسيفا أسال دمي ياقصة لست ادري ما اسميها...... انا احبك حاول ان تساعدني فأن من بدأ المأساة ينهيها...... وان من فتح الابواب يغلقها وان من اشعل النيران يطفيها...... يامن يدخن في صمت ويتركني في البحر ارفع مرساتي والقيها...... الاتراني ببحر الحب غارقة والموج يمضغ امالي ويرميها....... انزل قليلاعن الاهداب يارحلا مازال يقتل احلامي ويحييها...... كفاك تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمات لست تعنيها...... كم اخترعت مكاتيبا سترسلها واسعدتني وردة سوف تهديها...... وكم ذهبت لوعد لاوجود له وكم حلمت بأثواب سأشريها..... وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيرتني ذراعي اين ألقيها...... ارجع الي فأن الارض واقفة كأنما الارض فرت من ثوانيها..... ارجع فبعدك لاعقد اعلقه ولامست عطوري في اوانيها..... ارجع كما انت صحوكنت ام مطر فما حياتي ان لم تكن انت فيها؟
متواجدون الآن14|عدد الزوار18553
WwW.MIGSYRIA.WAP.SH
Copyright :: 2013 :: Design by i94